کد مطلب:90704 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:151
مَا بَالُكُمْ، أَ مُخْرَسُونَ أَنْتُمْ لاَ تَتَكَلَّمُونَ؟[1]. فقال قوم منهم: یا أمیر المؤمنین، إِن سرتَ سِرنا معك. فقال علیه السلام: اَللَّهُمَّ[2] مَا لَكُمْ لاَ سُدِّدْتُمْ لِرُشْدٍ، وَ لاَ هُدیتُمْ لِقَصْدٍ، أَ فی مِثْلِ هذَا یَنْبَغی لی أَنْ أَخْرُجَ؟. إِنَّمَا یَخْرُجُ فی مِثْلِ هذَا رَجُلٌ مِمَّنْ أَرْضَاهُ مِنْ شُجْعَانِكُمْ وَ ذَوی بَأْسِكُمْ. وَ لاَ یَنْبَغی لی أَنْ أَدَعَ الْجُنْدَ، وَ الْمِصْرَ، وَ بَیْتَ الْمَالِ، وَ جِبَایَةَ الأَرْضِ، وَ الْقَضَاءَ بَیْنَ الْمُسْلِمینَ، وَ النَّظَرَ فی حُقُوقِ الْمُطَالِبینَ، ثُمَّ أَخْرُجَ فی كَتیبَةٍ أَتَّبِعُ أُخْری فِی الْفَلَوَاتٍ وَ شُعُفِ الْجِبَالِ[3]، أَتَقَلْقَلُ تَقَلْقُلَ الْقِدْحِ فِی الْجَفیرِ الْفَارِغِ. وَ إِنَّمَا أَنَا قُطْبُ الرَّحی تَدُورُ عَلَیَّ وَ أَنَا بِمَكَانی، فَإِذَا فَارَقْتُهُ اسْتَحَارَ مَدَارُهَا، وَ اضْطَرَبَ ثِفَالُهَا. هذَا، لَعَمْرُ اللَّهِ، الرَّأْیُ السُّوءُ. وَ اللَّهِ لَوْ لاَ رَجَائِی الشَّهَادَةَ عِنْدَ لِقَائِی الْعَدُوَّ، لَوْ قَدْ حُمَّ لی لِقَاؤُهُ، لَقَرَّبْتُ رِكَابی، ثُمَّ شَخَصْتُ عَنْكُمْ، فَلاَ أَطْلُبُكُمْ مَا اخْتَلَفَ جَنُوبٌ وَ شِمَالٌ. طَعَّانینَ عَیَّابینَ[4]، حَیَّادینَ رَوَّاغینَ. فَوَ اللَّهِ، إِنَّ فِرَاقَكُمْ لَرَاحَةٌ لِلنَّفْسِ وَ الْبَدَنِ[5]، إِنَّهُ لاَ غَنَاءَ فی كَثْرَةِ عَدَدِكُمْ مَعَ قِلَّةِ اجْتِمَاعِ قُلُوبِكُمْ. لَقَدْ حَمَلْتُكُمْ عَلَی الطَّریقِ الْوَاضِحِ الَّتی لاَ یَهْلِكُ عَلَیْهَا إِلاَّ هَالِكٌ[6]، [ فَ ] مَنِ اسْتَقَامَ فَإِلَی [صفحه 689] الْجَنَّةِ، وَ مَنْ زَلَّ فَإِلَی النَّارِ. مَا بَالُ مَنْ خَالَفَكُمْ أَشَدُّ بَصیرَةً فی ضَلاَلَتِهِمْ، وَ أَبْذَلُ لِمَا فی أَیْدیهِمْ مِنْكُمْ؟. مَا ذاكَ إِلاَّ أَنَّكُمْ رَكَنْتُمْ إِلَی الدُّنْیَا فَرَضیتُمْ بِالضَّیْمِ، وَ شَحَحْتُمْ عَلَی الْحُطَامِ، وَ فَرَّطْتُمْ فیمَا فیهِ عِزُّكُمْ وَ سَعَادَتُكُمْ، وَ قُوَّتُكُمْ عَلَی مَنْ بَغی عَلَیْكُمْ. لاَ مِنْ رَبِّكُمْ تَسْتَحْیُونَ، وَ لاَ لأَنْفُسِكُمْ تَنْظُرُونَ، وَ أَنْتُمْ فی كُلِّ یَوْمٍ تُضَامُونَ، وَ لاَ تَنْتَبِهُونَ مِنْ رَقْدَتِكُمْ، وَ لاَ یَنْقَضی فُتُورُكُمْ. أَمَا تَرَوْنَ إِلی دینِكُمْ كُلَّ یَوْمٍ یَبْلی، وَ أَنْتُمْ فی غَفْلَةِ الدُّنْیَا؟. یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَكُمْ: وَ لاَ تَرْكَنُوا إِلَی الَّذینَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِیَاءَ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ[7]. ثم دعا علیه السلام علی بسر فقال: اَللَّهُمَّ إِنَّ بُسْراً بَاعَ دینَهُ بِالدُّنْیَا، وَ انْتَهَكَ مَحَارِمَكَ، وَ كَانَتْ طَاعَةُ مَخْلُوقٍ فَاجِرٍ آثَرَ عِنْدَهُ مِمَّا عِنْدَكَ. اَللَّهُمَّ فَلاَ تُمِتْهُ حَتَّی تَسْلُبَهُ عَقْلَهُ، وَ لاَ تُوجِبْ لَهُ رَحْمَتَكَ وَ لاَ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ. اَللَّهُمَّ الْعَنْ بُسْراً، وَ عَمْرواً، وَ مُعَاوِیَةَ، وَ لْیَحِلَّ عَلَیْهِمْ غَضَبُكَ، وَ لْتَنْزِلْ بِهِمْ نِقْمَتُكَ، وَ لْیُصِبْهُمْ بَأْسُكَ وَ رِجْزُكَ الَّذی لاَ تَرُدُّهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمینَ[8].
فجمع علیه السلام الناس، و حضّهم علی الجهاد. فسكتوا ملیّاً. فقال:
صفحه 689.