کد مطلب:90704 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:151

کلام له علیه السلام (154)-لمّا خرج بُسر بن أبی أرطاة إِلی ال















فجمع علیه السلام الناس، و حضّهم علی الجهاد. فسكتوا ملیّاً. فقال:

مَا بَالُكُمْ، أَ مُخْرَسُونَ أَنْتُمْ لاَ تَتَكَلَّمُونَ؟[1].

فقال قوم منهم: یا أمیر المؤمنین، إِن سرتَ سِرنا معك.

فقال علیه السلام:

اَللَّهُمَّ[2] مَا لَكُمْ لاَ سُدِّدْتُمْ لِرُشْدٍ، وَ لاَ هُدیتُمْ لِقَصْدٍ، أَ فی مِثْلِ هذَا یَنْبَغی لی أَنْ أَخْرُجَ؟.

إِنَّمَا یَخْرُجُ فی مِثْلِ هذَا رَجُلٌ مِمَّنْ أَرْضَاهُ مِنْ شُجْعَانِكُمْ وَ ذَوی بَأْسِكُمْ.

وَ لاَ یَنْبَغی لی أَنْ أَدَعَ الْجُنْدَ، وَ الْمِصْرَ، وَ بَیْتَ الْمَالِ، وَ جِبَایَةَ الأَرْضِ، وَ الْقَضَاءَ بَیْنَ الْمُسْلِمینَ، وَ النَّظَرَ فی حُقُوقِ الْمُطَالِبینَ، ثُمَّ أَخْرُجَ فی كَتیبَةٍ أَتَّبِعُ أُخْری فِی الْفَلَوَاتٍ وَ شُعُفِ الْجِبَالِ[3]، أَتَقَلْقَلُ تَقَلْقُلَ الْقِدْحِ فِی الْجَفیرِ الْفَارِغِ.

وَ إِنَّمَا أَنَا قُطْبُ الرَّحی تَدُورُ عَلَیَّ وَ أَنَا بِمَكَانی، فَإِذَا فَارَقْتُهُ اسْتَحَارَ مَدَارُهَا، وَ اضْطَرَبَ ثِفَالُهَا.

هذَا، لَعَمْرُ اللَّهِ، الرَّأْیُ السُّوءُ.

وَ اللَّهِ لَوْ لاَ رَجَائِی الشَّهَادَةَ عِنْدَ لِقَائِی الْعَدُوَّ، لَوْ قَدْ حُمَّ لی لِقَاؤُهُ، لَقَرَّبْتُ رِكَابی، ثُمَّ شَخَصْتُ عَنْكُمْ، فَلاَ أَطْلُبُكُمْ مَا اخْتَلَفَ جَنُوبٌ وَ شِمَالٌ.

طَعَّانینَ عَیَّابینَ[4]، حَیَّادینَ رَوَّاغینَ.

فَوَ اللَّهِ، إِنَّ فِرَاقَكُمْ لَرَاحَةٌ لِلنَّفْسِ وَ الْبَدَنِ[5]، إِنَّهُ لاَ غَنَاءَ فی كَثْرَةِ عَدَدِكُمْ مَعَ قِلَّةِ اجْتِمَاعِ قُلُوبِكُمْ.

لَقَدْ حَمَلْتُكُمْ عَلَی الطَّریقِ الْوَاضِحِ الَّتی لاَ یَهْلِكُ عَلَیْهَا إِلاَّ هَالِكٌ[6]، [ فَ ] مَنِ اسْتَقَامَ فَإِلَی

[صفحه 689]

الْجَنَّةِ، وَ مَنْ زَلَّ فَإِلَی النَّارِ.

مَا بَالُ مَنْ خَالَفَكُمْ أَشَدُّ بَصیرَةً فی ضَلاَلَتِهِمْ، وَ أَبْذَلُ لِمَا فی أَیْدیهِمْ مِنْكُمْ؟.

مَا ذاكَ إِلاَّ أَنَّكُمْ رَكَنْتُمْ إِلَی الدُّنْیَا فَرَضیتُمْ بِالضَّیْمِ، وَ شَحَحْتُمْ عَلَی الْحُطَامِ، وَ فَرَّطْتُمْ فیمَا فیهِ عِزُّكُمْ وَ سَعَادَتُكُمْ، وَ قُوَّتُكُمْ عَلَی مَنْ بَغی عَلَیْكُمْ.

لاَ مِنْ رَبِّكُمْ تَسْتَحْیُونَ، وَ لاَ لأَنْفُسِكُمْ تَنْظُرُونَ، وَ أَنْتُمْ فی كُلِّ یَوْمٍ تُضَامُونَ، وَ لاَ تَنْتَبِهُونَ مِنْ رَقْدَتِكُمْ، وَ لاَ یَنْقَضی فُتُورُكُمْ.

أَمَا تَرَوْنَ إِلی دینِكُمْ كُلَّ یَوْمٍ یَبْلی، وَ أَنْتُمْ فی غَفْلَةِ الدُّنْیَا؟.

یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَكُمْ: وَ لاَ تَرْكَنُوا إِلَی الَّذینَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِیَاءَ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ[7].

ثم دعا علیه السلام علی بسر فقال:

اَللَّهُمَّ إِنَّ بُسْراً بَاعَ دینَهُ بِالدُّنْیَا، وَ انْتَهَكَ مَحَارِمَكَ، وَ كَانَتْ طَاعَةُ مَخْلُوقٍ فَاجِرٍ آثَرَ عِنْدَهُ مِمَّا عِنْدَكَ.

اَللَّهُمَّ فَلاَ تُمِتْهُ حَتَّی تَسْلُبَهُ عَقْلَهُ، وَ لاَ تُوجِبْ لَهُ رَحْمَتَكَ وَ لاَ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ.

اَللَّهُمَّ الْعَنْ بُسْراً، وَ عَمْرواً، وَ مُعَاوِیَةَ، وَ لْیَحِلَّ عَلَیْهِمْ غَضَبُكَ، وَ لْتَنْزِلْ بِهِمْ نِقْمَتُكَ، وَ لْیُصِبْهُمْ بَأْسُكَ وَ رِجْزُكَ الَّذی لاَ تَرُدُّهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمینَ[8].


صفحه 689.








    1. ورد فی الغارات للثقفی ص 429. و نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 600.
    2. ورد فی المصدرین السابقین.
    3. ورد فی المصدرین السابقین.
    4. عتّابین. ورد فی نسخة العام 400 الموجودة فی المكتبة الظاهریة ص 141.
    5. ورد فی الغارات للثقفی ص 430. و نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 602.
    6. علیها هالك. ورد فی نسخة الأسترابادی ص 159.
    7. هود، 113.
    8. ورد فی مناقب آل أبی طالب ج 2 ص 315. و إرشاد القلوب ج 2 ص 228. و البحار ج 41 ص 204. و منهاج البراعة ج 15 ص 359. باختلاف بین المصادر.